المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٠٥
خلق التماس مع الدولتين الأعظم لقد أقلقت هذه الإنجازات الهائلة مضاجع قادة الدولتين الأعظم آنذاك خاصة الأباطرة، وأشيع بأن الروم قد حشدوا جيشا كبيرا على حدود الجزيرة، فاستنفر النبي المسلمين وجهز حملة كبرى قوامها 30 ألف مقاتل معهم 15 ألف بعير وعشرة آلاف فرس في ظروف صعبة، وسار بهذا الجيش قرابة ستمائة كيلو متر ووصل إلى تبوك، واخضع دومة الجندل، ووطد سلطان الإسلام بهيبته وسمع الروم بخروجه ولكنهم أحجموا عن ملاقاته بعد أن قذف الله الرعب في قلوبهم. وحققت الغزوة أهدافها النفسية وأحجم حتى قيصر عن ملاقاة النبي، وكانت الغزوة مليئة بالعبر والأسرار، فقد جمعت غزوة تبوك الأخيار والأشرار في جيش واحد، وثبت للأخيار بأن الذين يحقدون على محمد وعلى آل محمد، وأن النبي قاله لو فتحوا أقطار الدنيا وملكوها للمجرمين فلن يرضوا عن محمد وآل محمد، بالوقت الذي يتلفظ فيه أولئك المجرمون بالشهادتين ويدعون الإسلام وأكبر دليل الآيات القرآنية النازلة في غزوة تبوك والتي فضحتهم، والمثير للدهشة حقا إنهم بنفس الوقت الذي كانوا يعدون فيه مؤامرة النبي عند عودته من غزوة تبوك كان يبنون مسجدا ويرجون من النبي أن يفتحه لهم تبركا به!!
ولما قيل للنبي لما لم تقتلهم؟ فقال النبي (إني أكره أن يقول الناس أن محمدا لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»