المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٠٧
نتائج فتح مكة 1 - تلخيص وقائع قبل الفتح وربط الموضوع عندما أعلن النبي نبأ النبوة والرسالة والكتاب، ذعرت بطون قريش وكرهت أن تكون النبوة بالبطن الهاشمي، من دون البطون، حسدا من عند أنفسهم، وكرهت أن يأتي الدين الجديد عن طريق رجل من بني هاشم، وقدرت أن نجاح محمد الهاشمي بدعوته سيستقطب حوله العرب، وبوقت يطول أو يقصر سيتوج محمدا ملكا على العرب، فتصير النبوة في بني هاشم وتحرم منها البطون، وينحصر الملك في بني هاشم وتحرم منه البطون، فيتكرس التميز الهاشمي، وما أكثر صحة وساوسها أن الهاشميين كلهم باستثناء أبو لهب وقفوا بقيادة أبي طالب وقفة رجل واحد، وأعلنوا أن أي اعتداء على محمد هو اعتداء على كل الهاشميين، وأن البطون إذا أقدمت على قتل محمد فإن الهاشميين سيقاتلون حتى يفنوا هم والبطون معا (1) وانضم بنو المطلب بن عبد مناف إلى الهاشميين، وأعلنوا أنهم مع الهاشميين في السراء والضراء. (2) ومن هنا تعمق حسد البطون وقررت أن تقف وقفة رجل واحد لإجهاض فكرة النبوة والرسالة والكتاب (ومطامع الملك الهاشمي) وللبطون نفوذ أدبي هائل عند العرب، بوصفها حامية البيت وجيرانه، ولشرفها المميز، ولموقفها أهمية خاصة بالصد عن النبوة والرسالة والكتاب، وهكذا تبرعت بطون قريش لتعادي محمدا ودينه نيابة عن العرب، بترتيب أمورها على هذا الأساس، وأعطت البطون قيادة موجة العداء عدا البطن الأموي ولأبي سفيان وبنيه وعمومته خاصة، لأن القيادة حسب الصيغة الجاهلية السياسية كانت لبني أمية، وكان أبو سفيان عميد البيت الأموي ولأن الأمويين وبني المغيرة كانوا من أكثر الناس حسدا لمحمد
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»