المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٠٤
فقال النبي إن أحسن الحديث أصدقه وعندي من تردنه من المسلمين، فأبناؤكم ونساءكم أحب إليكم أم أموالكم؟
قالوا يا رسول الله خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا وما كنا نعدل بالأحساب شيئا، فرد علينا أبناءنا ونساءنا. فقال النبي أما مالي ولبني عبد المطلب فهو لكم، ولما صلى رسول الله استشفعوا به أمام الناس فكرر مقاله، وقال المهاجرون ما كان لنا فهو لرسول الله وقالت الأنصار مثل ذلك.
وقال الأقرع أما أنا وبنو تميم فلا وقال عيينة بن حصن أما أنا وفزارة فلا، وقال عباس بن مرداس أما أنا وبنو سليم فلا ....
واستعمل رسول الله عتاب بن أسيد على مكة، وخلف معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري يعلمان الناس القرآن والفقه في الدين.
وعاد الرسول إلى المدينة بعد أن حقق هذا الانتصار العظيم راجع المغازي للواقدي ج 3 ص 875 - 960 عاد الرسول إلى المدينة يغمره السرور بنصر الله والفتح، وما إن استقر قليلا، حتى بدأت الوفود تتقاطر عليه، معلنة استسلامها أو إسلامها على يديه أو متظاهرة بذلك، وخلال هذه الفترة كان النبي يتفقد ما بقي من جيوب الشرك، ويرسل سراياه وبعوثه ورسله لتطهيرها وهداية أهلها.
وارتاحت نفسه الشريفة وهو يرى أن بلاد العرب قد توحدت ولأول مرة في التاريخ وبكلفة بشرية لا تتجاوز أربعمائة قتيل وبمدة زمنية لم تتجاوز تسع سنين، واطمأن قلبه الطاهر وهو يرى دين الإسلام قد أصبح دينا لكل سكان بلاد العرب وصرح النبي علنا بأن الشيطان قد يئس من يعبد في بلاد العرب
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»