المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣١٠
واعتدت على خزاعة حليفة النبي وقتلت من خزاعة 23 رجلا بطريقة غادرة تماما. عندئذ وجد النبي الفرصة ليجهز أعظم حملة ويغزو مكة سرا بحيث لا تدري عنه البطون إلا بعد ما يحيط بمكة إحاطة السوار بالمعصم، وتكون معه من القوة ما يقنع قادة بطون قريش إن مقاومتها عبث لا طائل تحته، وبالفعل جمع النبي عشرة آلاف مقاتل وفوجئت البطون بجيش لا قبل لها به ولا طاقة فسلمت وحقق النبي مراده بأن فتح مكة ودون إراقة دماء.
نتائج فتح مكة بفتح مكة سقطت عاصمة الشرك رسميا، وتلقت عقيدة الشرك ضربة قصمت ظهرها تماما، وهدمت أركانها، وباستسلام قادة البطون هزم أنصار الشرك، وقضى تماما على وجوده وتكرس نهائيا مبدأ التوحيد، فلم يعد بوسع أحد أن يعلن عن شركه، أو يجاهر بمعارضته لعقيدة التوحيد،. لقد احترقت راية الشرك والمعارضة التي كانت تلجأ إليها العرب، فإذا سلم قادة البطون وأسلموا وأعطوا القيادة لمحمد وهم ألد أعدائه، فما هي مصلحة الآخرين بمعارضة محمد!! ومن الذي يقف بوجه محمد الذي قضى على الحركة اليهودية بكل قوتها ومكرها، ودوخ القبائل العربية وأذهب ريحها مع كثرتها ثم ركع قادة بطون قريش بكل فخرها وشرفها، لقد كان فتح مكة إعلانا وبخط عريض بأن محمدا سيد الجزيرة بغير منازع، والمالك الحقيقي لخيراتها، والمخول بتوزيع الأدوار كلها على سكانها، وأن الدين الذي جاء به محمد هو الدين الرسمي للسكان، فمن لم يوالي محمدا أو يتظاهر بموالاته، ومن لم يعتنق دين محمد أو يتظاهر باعتناقه فقد أسقط ضمنيا حقه بالرزق، والملك، والجاه، والنفوذ، وبالمستقبل له، ورضى أن يعيش خائفا في مجتمع موعود بالأمن والاستقرار
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»