المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٩٧
وكانت أسلم أربعمائة معهم 30 فرسا، وكانت جهينة 800 معهم 50 فرسا وكانت بنو كعب ابن عمرو خمسمائة، وبعد أن رتب الرسول أموره وجهز جيشه المؤلف من عشرة آلاف مقاتل خرج يوم الأربعاء الموافق العاشر من رمضان. كل ذلك والناس لا يدرون من سيغزو رسول الله ولا يزيد على القول عندما يسأل (حيث يشاء الله) وكلما سار انضم إليه جمع من الأعراب، ولما دنا من مكة رأى العباس أبا سفيان ومعه حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء، فجاء بهم إلى رسول الله، وأسلم حكيم وبديل وشهد أبو سفيان بوحدانية الله وأعلن أن في نفسه شيئا من كون محمد رسول الله ثم اضطر أبو سفيان أن يشهد بأن محمدا رسول الله، ورأى جيش الإسلام، ومكانة النبي بين أتباعه، فذهل وقال للعباس (ما رأيت ياى؟ باب الفضل ملكا هكذا قط لا ملك كسرى ولا ملك بني الأصفر!!
وهكذا كيف أبو سفيان النبوة على أنها ملك. راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 816 - 818. وسمعت بطون قريش بزحف النبي ورأت جيشا ما رأت مثله قط يأتمر بأمره ويحيط بهم، ورأت البطون قائدها أبو سفيان يسير في ركاب النبي، فاستسلمت وسلمت فأخذ علي اللواء الأعظم ودخل به مكة فغرزها عند الركن، ودخل جيش الإسلام مكة من كل الجهات. وانتهى رسول الله إلى الكعبة فرآها، واستلم الركن وكبر فكبر المسلمون حتى ارتجت مكة بالتكبير والمشركون فوق الجبال ينتظرون، ثم طاف حول الكعبة، وأمر بالأصنام فكسرت ثم جلس في ناحية، ثم نهض وأشرف على الناس ثم قال (الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ماذا تقولون وماذا تظنون قالوا نقول خيرا ونظن خيرا أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت فقال رسول الله فإني أقول كما قال أخي يوسف (لا تثريب عليكم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) وألقى كلمة جامعة راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 836 تجد النص وأعلن أن مكة قد أحلت ساعة من نهار ولا تحل لغيره، وصعد بلال على ظهر الكعبة
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»