المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٨٢
لتحسن فيهم فأحسن، فقد رأيت ابن أبي وما وضع في حلفائه، مواليك، مواليك، قد منعوك في المواطن كلها، واختاروك على من سواك، ورجوا عياذك، ولهم جمال وعدد، وقد نصروك يوم البعاث والحدائق والمواطن ولا تكن شرا من ابن أبي، وكان سعد بن معاذ ساكتا، ولما أكثروا عليه قال سعد (قد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم) وقال سعد للأوس (أترضون بحكمي لبني قريضة؟ قالت الأوس نعم قد رضينا حكمك وأنت غائب. فقال سعد لا آلوكم جهدا! قالت الأوس ماذا تعني؟ قال سعد (عليكم عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم ما حكمت؟ قالت الأوس نعم. قال سعد وعلى من هاهنا مثل ذلك؟ فقال الرسول ومن معه نعم.
قرار الحكم بعد أن رأى رسول الله أن الأوس كلها متعاطفة مع بني قريظة الذين اضطروا مكرهين أن ينزلوا على حكمه، رأى أن يعين سيد الأوس سعد بن معاذ لحكم في بني قريظة، وقبلت الأوس ذلك وارتاحت له. فأخذ سعد بن معاذ من الأوس عهد الله وميثاقه أن يقبلوا بحكمه، وأخذ العهد والميثاق من الرسول ومن معه ليقبلوا بحكمه وبعد ذلك أصدر حكمه وهو (فإني أحكم فيهم أن يقتل من جرت عليه الموسى، وتسبى النساء والذرية، وتقسم الأموال). ونفذ الحكم فسيق السبي إلى دار أسامة بن زيد، والنساء والذرية إلى دار ابنة الحارث وجمعت الأسلحة والأثاث والمتاع. ثم نفذ الحكم وثم قتل المقاتلة رجته سلمى بنت قيس أن يعفو عن يهودي كان يتردد ويتودد إلى أخيها سليط، فوهبها رسول الله ذلك اليهودي وعفا عنه وعندما رأى رسول الله كراهية الأوس لقتل بني قريظة، فرق
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»