المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٨٦
جرير وصححه والطبراني في الأوسط والحاكم، والبيهقي في الدلائل ومستدرك الصحيحين ج 3 ص 437، ولا ينكر أحدا من أهل الملة قول الرسول هذا ولا ينكر واقعة إعطاء النبي الراية لعلي. وبالرغم من كراهية القوم لعلي، وحقدهم عليه، وبراعتهم بتحريف الواقعات التاريخية إلا أنهم عجزوا عن إخفاء تلك الحقيقة أو تحريفها أخذ علي الراية واندفع كالإعصار بقوة ربانية كما يقول الفخر الرازي في تفسيره لقوله تعالى (أم حسبت أن أصحاب الكهف...) فتلقاه الحارث أخو مرحب في ثلة من رجاله وهجموا على المسلمين فانكشف المسلمون وثبت علي وحده وتمكن من قتل الحارث فرجع أصحاب الحارث إلى الحصن، وقهر يهود خيبر لأول مرة، ودنا الإمام من الحصن فضربه يهودي فطرح ترسه من يده فتناول الإمام بابا وتترس به وروى الإمام ابن حنبل في مسنده ج 6 ص 8 وابن جرير الطبري في تاريخه ج 2 ص 300 وابن سلطان في مرقاته ج 5 ص 566 أن ثمانية نفر عجزوا عن قلب ذلك الباب، وروى الخطيب في تاريخ بغداد أن الباب الذي تترس به الإمام لم يقو أربعون رجلا على حمله راجع تاريخ بغداد ج 11 ص 324 وميزان الاعتدال ج 2 ص 218 وذكره العسقلاني في فتح الباري ج 9 ص 18 وقال أخرجه الحاكم والطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 188، وأشار إلى هذه الواقعة الرازي في تفسيره الكبير (أم حسبت أن...) وثبت الإمام علي وقاتل بقوة لم يألف مثلها البشر، وحض النبي المسلمين على الجهاد، وسقطت حصون خيبر حثنا بعد حصن، وأيقن من تبقى من اليهود بالهلكة وقذف الله في قلوبهم الرعب، ونزل ابن أبي الحقيق وصالح رسول الله على حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة وترك الذرية لهم ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم ويخلون بين رسول الله وما كان لهم من مال أو أرض وعلى الصفراء والبيضاء
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»