المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٧١
الفصل الرابع المواجهة مع اليهود لقد أرسل الله رسوله محمدا إلى الناس، كافة، بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرف فهو خالقهم جميعا أبوهم آدم وأمهم حواء.
ولأنه يتعذر على النبي أن يبلغ الناس جميعا وبوقت ومكان واحد مضمون رسالته فقد اختار تعالى مكة لتكون نقطة الانطلاق للنبوة والرسالة والكتاب، لأن زوار البيت يتقاطرون لزيارته من مختلف الأنحاء، وأحرى بهم أن ينقلوا معهم ما يسمعون من أنباء عند عودتهم لأمصارهم، وكانت الغالبية العظمى من سكان مكة وما حولها تعبد الأصنام، وندرة منهم كانوا قد اعتنقوا اليهودية أو النصرانية، أو سمعوا الكثير عن هاتين الديانتين وكان ما كان من تصدى بطون قريش للنبوة والرسالة والكتاب، ومن مواجهتها للنبي حتى تآمرت على قتله وفشلت وطاردته ففشلت، ووصل رسول الله سالما إلى المدينة، وبالإجمال لم تحدث مواجهة بين النبي وبين اليهود خلال فترة وجوده في مكة التي استمرت 13 عاما، بل على العكس من ذلك، فقد كانت ترد أنباء يرويها المشركون عن اليهود بأن نبيا من بني عبد مناف سيظهر، وأن أوان ظهوره قد اقتربت!! فيرتاح النبي والذين أسلموا معه لمثل الأنباء ويطمئنوا لها.
في المدينة المنورة لا بد من التذكير بأن بطون قبيلتي الأوس والخزرج يشكلون الأغلبية الساحقة من سكان بلدة يثرب وما حولها، بالإضافة إلى أقلية كبيرة من اليهود، يبدو واضحا أن أصحاب بيعتي العقبة الأولى والثانية قد نجحوا ساحقا بإدخال دين الإسلام إلى كل بيت من بيوت بطون الأوس والخزرج، مثلما نجحوا بخلق رأى عالم في يثرب وما حولها، متشوق أو متظاهر بالتشوق
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»