المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٨٣
الأوس ليتولى رجال الأوس بأنفسهم مهمة تنفيذ حكم القتل بحلفائهم السابقين، فيكون التآخي منهم، ومن يتولى الإعدام منهم.
وهكذا بالقضاء على بني قريضة زال الخطر اليهودي عن المدينة، وأصبحت مسكنا خالصا للمسلمين والمنافقين معا.
راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 496 - 521 المواجهة مع يهود خيبر كانت خيبر من أعظم وأكبر التجمعات اليهودية في الجزيرة، حتى أنها أصبحت قلعة حقيقية، ففيها المال وفيها الرجال، وقد تابع يهود خيبر بقلق بالغ أنباء مواجهات الرسول مع يهود بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة وتأثروا بما أصابهم، وتعاطفوا معهم حتى صارت خيبر ملجأ للكثير من اليهود، واستقطبت خيبر بخيراتها وأموالها عواطف الكثير من أبناء القبائل العربية المحتاجة الطامعة بأي شئ، مما حولها مع الأيام إلى قاعدة لمن يتربصون الدوائر بالنبي وآله ومن والاه. وصارت أعظم خطر يهدد الإسلام، وقد أدرك يهود خيبر ومن لجأ إليهم، وتحالف معهم أن المواجهة مع محمد ومن والاه قدر محتوم لا مفر منه، وقد أرعبتهم مواجهات محمد السابقة مع خصومه، لذلك فهم يخشون فكرة شن هجوم عليه، مما فرض عليه فرضا أن يبقوا بحالة ترقب وقلق حتى يأتي محمد ومن والاه لحربهم فيحاربونه حربا دفاعية، وهم في حصونهم، واستعدادا لتلك المواجهة الحاسمة رمموا حصونهم وأصلحوها، واستوردوا السلاح وصنعوه، ووسعوا دائرة تحالفاتهم مع القبائل خاصة مع قبيلة غطفان وزعيمها عيينة بن حصن ويقال إنهم جندوا عشرة آلاف مقاتل يتم استعراضهم يوميا، وقدروا
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»