المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٨٤
إنهم بهذه العدة والعدد سيكونون أول من يلحق هزيمة ساحقة بمحمد وآله ومن واله، ومن هنا فقد أيقنوا بأن محمدا قادم إليهم لا محالة، وترقبوا كل يوم قدومه ليواجهوه بما لا قبل له به وبعد أن فتح الله على نبيه في صلح الحديبية ذلك الفتح المبين، وحقق انتصاره السياسي، وخلت بطون قريش بينه وبين العرب، واعترفت به وهي عدوته اللدودة، واعترفت بحقه باستقطاب العرب حوله.
عندئذ قدر النبي أن الفرصة ملائمة لمواجهة أخطر وأقوى ما تبقى من خصومه، وهم يهود خيبر، وبعد أقل من شهرين من رجوعه من الحديبية أصدر أوامره بالتهيؤ لغزو خيبر، وفضل أن يغزو معه الذين خرجوا معه إلى الحديبية، وأعلن أن الغاية من غزو خيبر هو الجهاد وليست الغنيمة وبعد إتمام الاستعدادات وفي شهر صفر من السنة السابعة للهجرة زحف النبي نحو خيبر، ودخلها عن طريق مرحب، وفي الطريق علم أن قبائل غطفان الكبيرة قد تحالفت مع اليهود على حرب محمد مقابل تمر خيبر لسنة. ولما استقر الرسول في معسكره قرب خيبر أمر أتباعه أن لا يقاتلوا حتى يأذن لهم النبي بالقتال ونظم أتباعه، وأعطى الرايات، فأعطى راية إلى علي عليه السلام، وراية إلى الحباب بن منذر، وراية إلى سعد بن عبادة، ثم أذن بالقتال وأمر أن يركز على الحصن الذي فيه غطفان، فضغط المسلمون ضغطا شديدا على هذا الحصن، وأشيع في غطفان أن مضاربهم وبيوتهم وذرياتهم قد تعرضوا للغزو فانسحبت غطفان من التحالف وذهبت لتحمي ذراريها من الغزو الموهوم وبانسحاب غطفان تهدمت الروح المعنوية لأهل خيبر، ولكنهم قاتلوا بكفاءة، وهجم الرسول على الحصون حصنا حصنا فصمدت أمامه ثم انسحب
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»