المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٨١
المؤلفة من بطون قريش ومن تحالف معها من القبائل واليهود وعددهم عشرة آلاف مقاتل، وفوجئت الأحزاب بالخندق، وبقتل علي بن أبي طالب لعمرو بن ود أقوى مقاتلي الأحزاب، وهزمت الروح المعنوية لتلك الأحزاب وفشل حصارها للمدينة، فأرسل الله (ريحا وجنودا لم تروها) عندئذ أصدر أبو سفيان بوصفه القائد العام للأحزاب أمرا بالانسحاب، فانسحبت الأحزاب دون علم بني قريظة.
وبالوقت الذي كانت تنتظر فيه بنو قريظة هجوم الأحزاب من الأمام تبدأ هجومها من الخلف أصدر النبي أوامره بالزحف على بني قريظة.
وعلمت بنو قريظة بانسحاب الأحزاب، ويزحف النبي وأصحابه، فرعبت وأيقنت بالهلاك، ولكنهم تحصنوا في حصونهم، على أمل أن يحسنوا موقفهم التفاوضي مع النبي. ولما أحاط بهم النبي قالوا نكلمك قال الرسول نعم. قالت بنو قريظة: ننزل على ما نزلت عليه بنو النضير (لك الأموال والحلقة وتحقن دماؤنا، ونخرج من بلادكم بالنساء والذراري ولنا ما حملت الإبل إلا الحلقة. فرفض رسول الله هذا العرض، فعرضوا عليه قائلين (تحقن دماؤنا وتسلم لنا النساء والذرية ولا حاجة لنا في ما حملت الإبل) ورفض النبي هذا العرض أيضا وقال لهم تنزلون على حكمي واضطروا بعد حصار شديد أن ينزلوا على حكم النبي، فأمر الرسول بربط المقاتلين منهم ووضعهم في جهة، ووضع النساء والذرية في جهة أخرى. ودنت بطون الأوس وقالوا يا رسول الله إن بني قريظة حلفاؤنا دون الخزرج، وقد وهبت بالأمس بني قينقاع لابن أبي، وقد ندم حلفاؤنا على ما صنعوا فهبهم لنا) فقال الرسول: (أما ترضون أن يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم؟) قالوا بلى! فقال النبي فذلك إلى سعد بن معاذ، وقبلت اليهود سعد كحكم، وذهبت الأوس وقالت لسعد (يا أبا عمرو أن رسول الله قد ولاك أمر مواليك
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»