واتخذ مقرا لقيادته ثم أخذ يرسل المسلمين على موجات، موجة تذهب بالراية وموجة ترجع فأعطى رايته إلى أبي بكر وخرج أبو بكر ولكنه رجع ولم يفعل شيئا ثم أعطى الراية إلى عمر فخرج عمر ثم رجع ولم يفعل شيئا. راجع مسند الإمام أحمد ج 1 ص 99 والنسائي في خصائصه ج 5 وفي كنز العمال ج 6 ص 394 أن رسول الله بعث أبا بكر بالناس فانهزم حتى رجع. وبعث عمر فانهزم بالناس حتى رجع. وقال أخرج هذا الحديث ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل، وابن ماجة والبزار وابن جرير وصححه والطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في الدلائل والضياء المقدسي. وإلى هذا أشار الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 124 وذكره في ج 9 ص 123 مختصرا وقال رواه الطبراني في الكبير والأوسط أما الواقدي رحمه الله فقد أشفق أن يقرن اسم أبي بكر وعمر مع الهزيمة والرجوع دون فعل شئ لذلك روى الخبر (دفع الرسول لواءه إلى رجل من أصحابه المهاجرين فرجه ولم يصنع شيئا، ثم دفعه إلى آخر فرجع ولم يصنع شيئا) راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 653، ولاح له أنه بعمله هذا برأ أبا بكر وعمر من تهمة الهزيمة وتقرب إلى الله بإخفاء الحقيقة.
أمام تراجع المسلمين سالت كتائب اليهود، ورجحت الكفة لصالحهم وحض رسول الله المؤمنين على القتال وأقبل الليل وحجز بين المتقاتلين، واغتم المسلمون فقال النبي (لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار..) راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 653 وفي الصباح نادى على علي بن أبي طالب وكان أرمدا لا يرى فتفل بعينه وأعطاه الراية. راجع مسند الإمام أحمد ج 1 ص 99 وخصائص النسائي ص 5 وكنز العمال ج 6 ص 394 كما نقله عن ابن شيبة وابن حنبل، وابن ماجة، والبزار وابن