المواجهة مع بني النضير قتل رجل مسلم رجلين من بني عامر دون أن يعلم أن بينهم وبين رسول الله أمان وعهد، وطلب عامر بن الطفيل ديتهما، فسار رسول الله إلى بني النضير ليستعين بهم على الدية، وكانوا حلفاء لبني عامر، فقال اليهود نفصل يا أبا القاسم، ما أحببت اجلس حتى نطعمك.
ثم خلا بعضهم إلى بعض فقال حيي بن أخطب يا معشر اليهود قد جاءكم محمد في نفر من أصحابه لا يبلغون العشرة، فأطرحوا عليه حجرا من فوق هذا البيت الذي هو تحته فاقتلوه فلن تجدوا أخلى منه الساعة، فإن قتل تفرق أصحابه، فلحق من كان معه من قريش بحرمهم، وبقي من ها هنا من الأوس والخزرج. فقال عمرو بن جحاش أنا أظهر على البيت وأطرح عليه الصخرة! فقال سلام بن مشكم أطيعوني هذه المرة وخالفوني الدهر، والله إن فعلتم ليخبرن بإنا قد غدرنا به، وإن هذا نقض العهد الذي بيننا) وجاء رسول الله الخبر من السماء، فنهض كأنه يريد حاجة وترك أصحابه جلوس مع اليهود. واكتشف اليهود أن مؤامرتهم قد كشفت، ونصحهم ناصح منهم، أسلموا لتنجو من عاقبة مؤامرتكم عليه، فأبوا، فقال لهم حكيمهم إذا فإن محمد سيطلب منكم الخروج فاخرجوا ولما وصل رسول الله إلى مأمنه أرسل ليهود بني النضير رسولا لينقل لهم إنذارا مختصر (أن اخرجوا من بلادي) وتبلغوا الانذار فشجعهم بن أبي على رفض الانذار، وحاول ابن أبي أن يشكل جبهة من اليهود والمنافقين، وسريعا أمر النبي من أطاعه بالتهيؤ لمقاتلة بني النضير الذين نقضوا عهده، ورفضوا إنذاره، ودخلوا حصونهم واستعدوا للقتال، وتخلى عنهم ابن أبي ويهود بني قريظة وبدأ