المواجهة مع الذين يعتدون عليه هنالك فئات اعتدت على النبي، إما تشهيا، أو كردة فعل، فتصدى لهم النبي وواجههم، ودفعهم ثمن عدوانهم عليه، مثل ذلك يوم قاد بنفسه حملة لمعاقبة كرز بن جابر الفهري الذي أغار على سرح المدينة واستاقه وتعقبه الرسول حتى وادي بدر ولم يدرك كرز ومثل ذلك أبو سفيان الذي حلف أن يثأر من محمد قبل أن يقتل فجاء المدينة وأحرق تبنا وبيوتا وقتل أنصاريا وأجيرا له فتعقبه النبي في غزوة السويق ولكنه لم يدرك أبو سفيان ومثلها غزوة الغابة التي قادها الرسول للانتقام من عيينة بن حصن الذي هاجم ضاحية الغابة وقتل ابن أبي ذر وما زال الرسول يلاحقه حتى قتل منهم أناسا منهم حبيب بن عيينة بن حصن وقتل ذلك سرية غالب بن عبد الله التي أرسلها إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد فصبحهم راجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام ص 239 والطبقات لابن سعد ج 2 ص 9 و ص 3 و 80 و 82 و 48 و 49 والمغازي للواقدي ج 1 و 2 الموادعة كما عرف النبي المواجهة وعرفته فقد عرف الموادعة فوادع القبائل الواقعة بين مكة والمدينة وحاول بالحسنى هدايتها إلى الإسلام كما فعل مع بني حمزة إذا اتفق مع سيدهم محشي بن عمرو الضمري أن لا يغزوه، ولا يكثروا عليه جمعا، ولا يعينوا عدوا وتعهد الرسول بأن لا يغزوهم، ومثل سرية عبد الرحمن بن عوف إلى كلب بدومة الجندل إذا طلب منه مواد عنهم وقال له إن استجابوا لك فتزوج ابنة ملكهم، فمكث عندهم وأسلم منهم عدد كبير، وسرية الحنبط بقيادة أبي عبيدة إلى حي من جهينة
(٢٩٣)