لهم ببطون قريش، إلا أن أبدوا تأثرهم البالغ بما أصاب البطون وبكوا قتلى البطون، وشجعوها على الانتقام من محمد وآله المواجهة مع بني قينقاع بنو قينقاع إحدى الجماعات اليهودية التي هزتها نتائج معركة بدر وأخرجتها عن صمتها الآثم، ومع أنهم قد أعطوا الرسول العهود والمواثيق بأن يكونوا معه أو لا يظاهروا عليه عدوا، إلا أنهم نقضوا العهد، وجاهروا بعداوتهم للنبي، فجمعهم النبي، وذكرهم بعهده وعقده ودعاهم إلى الإسلام، أو التوقف عن إعلان عداوتهم له، فلم يصفوا للنبي، فحذرهم النبي من أن يصيبهم ما أصاب البطون في بدر، فأجابوا النبي بصلف قائلين (يا محمد لا يغرنك من لقيت، إنك قهرت قوما أغمارا، وإنا والله أصحاب الحرب، ولئن قاتلتنا لتعلمن أنك لم تقاتل مثلنا) راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 176. ومع هذا تركهم النبي ليقيم الحجة عليهم، وليحملهم مسؤولية بدء العدوان عليه، وجاءت امرأة مسلمة تشتري مصاغا من سوقهم فغافلها يهودي فربط ردائها دون أن تشعر ولما نهضت المرأة انكشفت عورتها، فضج اليهود بالضحك فقام رجل مسلم فقتل الذي ربط ثوب المرأة، عندئذ، اجتمعت بنو قينقاع وقتلوا الرجل، وأعلنوا رسميا بنذرهم للعهد وتحصنوا في حصنهم، وأعلنوا الحرب ضمنيا على النبي، عندئذ سار إليهم النبي، وحاصرهم خمس عشرة ليلة، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، وعرضوا على رسول الله أن يخرجوا من الحصن ويجلوا من المدينة فأبى الرسول إلا أن ينزلوا على حكمه، وهكذا كان فربطهم رسول الله وأوثقهم بالحبال. فحضر ابن أبي، وتيقن أن النبي سيقتلهم
(٢٧٧)