واطمأنت نفس النبي الكريمة، وارتاحت لفكرة أداء العمرة ورأى الرسول في منامه (أنه قد دخل البيت الحرام، وحلق رأسه وأخذ مفتاح البيت ووقف في عرفة مع الواقفين) عندئذ اتخذ النبي قراره لأداء العمرة، وأذاع القرار، وذاع خبر الرؤيا المباركة مع القرار، ولم يشك الصحابة بالفتح، بسبب هذه الرؤيا.
راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 572 الإعداد للعمرة والمسيرة أمر النبي أصحابه بأن يتجهزوا للعمرة، على أن يخرجوا بغير سلاح إلا السيوف في القرب، وأعد سبعين بدنه، وأشعرها وقلدها، وأشعر المسلمون بدنهم وقلدوها، ثم صلى ركعتين في المسجد وأحرم (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك،) وهكذا فعل المسلمون وأحرموا معه. وخرج من المدينة معتمرا 1600 مسلم من أصحابه وعدد من النساء.
وفي الطريق إلى مكة كان يمر بالأعراب فيستنفرهم لأداء العمرة معه لكنهم كانوا يتشاغلون عنه، ويقولون في أنفسهم إن محمدا وأصحابه لن يرجعوا أبدا من هذه الرحلة، وإن قريش ستقضي عليهم، وتابع النبي وأصحابه مسيرته ومعهم الهدي حتى وصلوا إلى الحديبية فعسكر صلى الله عليه وآله فيها. راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 574