المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٦٩
ومعه الالهام، وهو لا ينطق عن الهوى، فمحمد يعلم علم اليقين بأن ما جرى سوف يجري، خطوة بعد خطوة حتى يكتمل بالصورة التي آل إليها.
(لقد صرح النبي علنا (بأن الله قد أمره بالبيعة، راجع ج 2 ص 603 سطر 4 وأمر مناديا ينادي (إن روح القدس قد نزل وأمر بالبيعة فاخرجوا على اسم الله فبايعوا) راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 604 بمعنى أن الله يوجه نبيه خطوة خطوة. نحو الهدف العظيم. حتى تحقق الصلح المبارك، فرضي الله تعالى عنه، وبرضاه رضى رسول الله المزاودة والتشويش لم يرض عمر بن الخطاب بمعاهدة الصلح التي رضي الله عنها، واعتبرها فتحا مبينا، وأمر رسوله بقبولها والتوقيع عليها، ليختم مرحلة من المواجهة، لقد اعتبر عمر هذه المعاهدة (دنية) وقال للرسول أمام المسلمين ((فعلام نعطي الدنية في ديننا) وظهر الرجل بمظهر من يزاود على الرسول بالدين الذي علمه الرسول إياه!!!
وقبل يوم واحد فقط طلب رسول الله من عمر أن يذهب إلى بطون قريش ليقول لها:
بأن رسول الله لم يأت لقتال أحد إنما جئنا زوارا لهذا البيت معظمين لحرمته معنا الهدي ننحره وننصرف) فرفض وقال للرسول يا رسول الله إني أخاف قريش على نفسي، وليس بها من بني عدي من يمنعني.... راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 600 وهو نفس عمر الذي اشترك في معركة بدر ولم يثبت أنه قد قتل مشركا أو جرحه.
وهو نفسه الذي هرب من المعركة يوم أحد وقد ذكره الرسول بذلك يوم أقبل عليه فقال له (أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد وأنا أدعوكم في أخراكم... راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 609 وهو نفس الرجل لم يكن له أي دور مميز في أي معركة من معارك الإسلام التي سبقت صلح الحديبية!!!
ومع يزاود على رسول الله، ويصف المعاهدة التي وقعها النبي ورضى
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»