ثقتها باليهود، وكذلك غطفان التي أدركت أنها لا ناقة لها ولا جمل بهذه الحرب، وإن أملها بالمكاسب المادية أحلام، واكتشف اليهود أن البطون سترحل وتتركهم وجها لوجه ووحدهم أمام محمد لينكل بهم، فانهارت أهم أساسات تحالف الأحزاب، وأكثر النبي الدعاء (اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، أهزم الأحزاب، اللهم أهزمهم. وتكرر دعاؤه الاثنين والثلاثاء والأربعاء واستجيب له ما بين الظهر والعصر وعصفت الريح، وزمجرت وألقى القائد العام للأحزاب أبو سفيان كلمة حلل فيها الموقف فقال (إنكم والله لستم بدار مقام، لقد هلك الخف والكراع، وأجدب الجناب، وأخلفنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقد لقينا من الريح ما ترون، والله ما يثبت لنا بناء، ولا تطمئن لنا قدر، فارتحلوا فإني مرتحل) وجلس على بعيره فوثب البعير. فناداه عكرمة بن أبي جهل إنك رأس القوم وقائدهم، تقشع وتترك الناس، فاستمر أبو سفيان فأناخ جمله وأخذ بزمامه وقال ارحلوا فجعل الناس يرتحلون. ثم قال أبو سفيان لعمرو بن العاص (يا أبا عبد الله لا بد لي ولك أن نقيم في جريدة من خيل بإزاء محمد وأصحابه، فإنا لا نأمن أن نطلب حتى ينفذ المعسكر وهكذا كان، ثم لحقت الجريدة بالأحزاب وعادت بطون قريش ومن والاهم إلى مكة، وعادت غطفان وقبائل بني سليم، ومن حضر من اليهود إلى؟.
راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 490 يعطي المؤرخون لنعيم بن مسعود دورا بارزا، ويصورونه كأنه هو الذي فكك تجمع الأحزاب وأوقع بينه، ونعيم أبو مسعود كان مشهورا في مكة وفي المدينة بأنه صائد مكافئات، فطالما خذل المسلمين عن الخروج مع الرسول بعد أن مس القوم القرح بعد معركة أحد مقابل عشرين ناقة رصدتها له بطون قريش، وشاع الأمر