وعرف المسلمون ذلك، فنفروا منه، وأخذوا ينظرون إليه شزرا، ويترفعون عن الاستماع إليه. ومن جهة ثانية ففي التجمع دهاه ودهاقنة، واليهود أهل حيلة، فمن المستحيل عقلا أن يضحك صائد مكافئات معروف مثل نعيم على الجميع دون أن يكشف أمره.
ونجت المدينة لقد نجت المدينة، ونجى الذين آمنوا بنعمة الله الذي أرسل على الأحزاب ريحا وجنودا (اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها) الأحزاب آية 9 وبفضل القيادة الحكيمة لرسول الله حيث نجح نجاحا باهرا بالأخذ بكل الأسباب.
وكان للشجاعة التي أبداها الإمام علي عندما قتل عمرو بن ود دورا بارزا في نجاة الذين آمنوا فهي المعركة الحقيقية الوحيدة التي جرت في غزوة الخندق، فكانت نصرا معنويا للمؤمنين، وفألا حسنا وضربة معنوية موجه لتجمع الأحزاب.
ثم صبر الذين آمنوا، وإطاعتهم لله ولرسوله هذه الأسباب مجتمعة كانت وراء هزيمة الأحزاب ونجاة المسلمين والمدينة المنورة من بطش أعظم تجمع، عرفه تاريخ المواجهة مع النبي.
راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 441 - 496