ويعترضها محمد فيضمها هو وأصحابه ويأسرون رجالها أو يقتلون منهم أو تنجو منهم بشق الأنفس، وآخر الأنباء استيلاء محمد على قافلة (أبي العاص بن الربيع) الذي استجار بزوجته زينب بنت محمد امرأته السابقة وأمر الرسول على أثر ذلك برد ما أخذ من القافلة، لحكمة رآها فعاد أبو العاص بن الربيع وسلم الأموال لأصحابها وأعلن إسلامه أمام قريش. راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 553 وما فوق وباختصار لم يعد لبطون قريش أية مصلحة إطلاقا باستمرار حالة التوتر بينها وبين محمد، ولم تعد لها القدرة بمعاداة محمد نيابة العرب. ومحمد لا يطلب منها الكثير، فغاية ما يطلبه منها أن تخلي بينه وبين العرب، وأن تقف على الحياد فإن أصابه العرب كفوها إياه، وإن لم يصيبوه فإن محمد لن يتعرض لهم، قريش كلها تفهم هذا، وقد جرى عرض مطلب محمد قبل معركة بدر، وأعلنه عتبة بن ربيعة كما وثقنا والعافية كل العافية بسحب فتيل التوتر والاعتراف عمليا بوجوده كقوة واقعية، وترك العرب له ليحددوا مواقفهم منه بالطريقة التي يدونها، إن زعامة البطون قد اشتهت هذا الحل، وارتاحت له ولكنها خجولة من إعلانه ومن التصريح به، ومن الاعتراف بأن هذا هو تفكيرها، وتحليلها النهائي للموقف. ولا تدري كيف تعبر عنه وتعلنه!! ولا كيف يمكنها أن تتفاوض مع محمد بعد الذي فعلته به، وفعله بها!!!
طوال 19 عاما من المشاحنة والبغضاء والحملات الإعلامية التي لم تتوقف، والحملات العسكرية التي استمرت ستة سنوات!!!