المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥١
واستئصال محمد ومن معه إلا قاب قوسين أو أدنى، ولما وصلت فوجئت بالخندق مفاجأة تامة، وقال أبو سفيان تلك مكيدة لا تعرفها العرب!!
وألقت الأحزاب عصاها على الجانب الآخر من الخندق، وأخذت تبحث عن منفذ تدخل منه. وجرت عدة محاولات لاجتياز الخندق، كالمحاولات التي قام بها خالد بن الوليد، وعكرمة بن أبي جهل، وهبيرة، وعمرو بن العاص ولكن محاولاتهم قد فشلت.
أقوى رجل في البطون يبارز أقوى رجال محمد.
عمرو بن ود أقوى رجالات البطون بل هو أقوى رجل في تجمع الأحزاب قاطبة، برز أمام الخندق، وأخذ يدعو للمبارزة لا أحد من العرب يقوى على مبارزة عمرو بن ود، فسكت المسلمون كان على رؤوسهم الطير كما يقول الواقدي. فلا تسمع ولا همسا مما دعا عمرو بن ود ليقول:
ولقد بححت من النداء * لجمعكم هل من مبارز ولما سمعه علي استأذن النبي ثلاثا والرسول لا يأذن له لأن مبارزة عمرو ابن ود ليست نزهة، وأخيرا أذن الرسول لعلي وأعطاه سيفه وعممه وقال (اللهم أعنه عليه، كان عمرو بن ود فارسا وعلي راجلا والتقى الاثنان وجرى بينهما حوار ساقه الإمام علي بأعصاب هادئة، وبثقة بالنفس تفوق التصور والتصديق، وترجل عمرو والتقى مع أقوى رجل عرفه الإسلام قط، وثارت غبرة وسمع الناس التكبير فأيقنوا بأن عليا قد قتل عمرو، وصعقت الأحزاب من هول النبأ، وازدادت بطون قريش حقدا على النبي وآله وتشاءموا وفرح المسلمون وتفاءلوا خيرا، لقد كان قتل عمرو بن ود ضربة معنوية.
موجعة لتجمع الأحزاب، وكانت هذه المبارزة نصرا مؤزرا للمسلمين
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»