المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٤٩
حلفاء بني هاشم يخبرون النبي كانت خزاعة حلفا لبني هاشم (حلف أبينا وأبيك إلا تلدا) كما قال شاعرهم للنبي،. فلما خرجت قريش من مكة إلى المدينة سار ركب من خزاعة من مكة إلى المدينة أربعا، وأخبروا النبي بتحرك قريش والأحزاب معها، ولا يعقل أن يتم الإعداد لهذا التحالف الضخم، وأن تتحرك الأحزاب ورسول الله في غفلة عنها، خاصة وأن سراياه العسكرية لم يتوقف خروجها قط، وهو على علم بحقد بطون قريش وإصرارها على استئصاله من الوجود، والأهم من ذلك الوحي الذي لم ينقطع عنه قط طيلة حياته، ولكن قدوم ركب خزاعة بالخبر مناسبة لاطلاع المسلمين على الوضع، واستطلاع رأيهم بمعالجته المشورة وحفر الخندق أطلع النبي أصحابه على الخبر، ووعدهم بالنصر إن صبروا واتقوا وأطاعوا الله ورسوله، وسألهم أن برز لهم من المدينة أم نكون فيها ونخندقها علينا أم نكون قريبا ونجعل ظهورنا إلى هذا الجبل؟
فاختلفوا بالإجابة، ولكنهم تذكروا جميعا معركة أحد ونتائج مخالفتهم لأمر الرسول فلم يتشبثوا بالخروج إنما كان هواهم بالمدينة وحولها فقال سلمان الفارسي يا رسول الله. إنا إذ كنا بأرض فارس وتخوفنا الخيل خندقنا علينا، فهل لك يا رسول الله أن نخندق؟ راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 445. فكرة الخندق أصلا من رسول الله ولكنها كانت مجملة، فجاء سلمان وفصلها وارتاح المسلمون لذلك.
ورتب النبي الخطة الدفاعية على هذا الأساس:
1 - أن يجعل جبل سلع خلف ظهره 2 - أن يخندق من اطم المداد إلى جبل اطم ذباب ومنه إلى جبل راتج
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»