فقال النبي (لمبارزة علي بن أبي طالب عليه السلام لعمرو بن ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة) راجع مستدرك الصحيحين ج 2 ص 32 برواية سفيان الثوري وراجع تاريخ بغداد ج 13 ص 19 راجع فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 2 ص 357 - 360 لقد كفت هذه المبارزة المؤمنين القتال حقا قال السيوطي في الدرر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى ورد الله الذين كفروا لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال قال (وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود أنه كان يقرأ (وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب، وجاء في ميزان الاعتدال ج 2 ص 17 حديثا مسندا عن ابن مسعود أنه كان يقرأ (وكفى الله المؤمنين القتال بعلي) راجع فضائل الخمسة ص 360 لقد حسمت المبارزة الموقف نهائيا لصالح المسلمين، ولكنها أخرجت بصورة تستوعبها العقلية البشرية، وتصب في خانة عملية الابتلاء والامتحان الإلهي.
لقد كان المسلمون في حالة زلزلة كبرى، الجوع، والبرد، والعدو من فوقهم ومن تحتهم والنفوس البشرية تتصور بتصوراتها المختلفة (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر....) الأحزاب آية 22 بهذا الوقت بالذات زف الله للمؤمنين بشرى انتصار أقوى رجل فيهم على أقوى رجل في الأحزاب. فاطمأنت نفوسهم، وأدركوا أن نصر الله قادم لا محالة.
ورحلت الأحزاب الوقت الذي زحفت فيه الأحزاب، كان وقت قر شديد، فوجئت بالخندق، وفشلت محاولاتها لاجتيازه، وأجرى النبي مفاوضات مع زعماء غطفان ينسحبوا من التجمع، وانهارت الثقة بين العناصر الرئيسية التي تكون منها تجمع الأحزاب، فقد فقدت بطون قريش