البطون على حقيقة موقف النبي والغاية من قدومه، وأنه قد أتى البيت معظما له ومعه الهدي ينحره وينصرف.
وجاء سيد الأحابيش حليس بن علقمة، وشاهد الهدي وعليه القلائد وقد أكل أوباره والقوم وقد تفلوا وشعثوا، وتأثر حليس بما رأى وقبل أن يقابل الرسول رجع إلى قريش غاضبا وقال لهم (إني رأيت ما لا يحل صده، رأيت الهدي في قلائده قد أكل أوباره معكوفا عن محله، والرجال قد تفلوا وقملوا... أما والله ما على هذا حالفناكم ولا عاقدناكم على أن تصدوا عن بيت الله من جاء معظما لحرمته مؤديا لحقه، والذي نفسي بيده لتخان بينه وبين ما جاء به أو لأنفرن بالأحابيش نفرت رجل واحد) فقالت له زعامة البطون: أكفف عنا حتى نأخذ لأنفسنا ما ترضى به. راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 599 وبعث الرسول إلى قريش خراش بن أمية الكعبي ليبلغ أشرافهم ما جاء به فعاد خراش وكلف النبي عمر بن الخطاب ليذهب إلى قريش فرفض عمر لأنه خاف قريش على نفسه كما قال. راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 600 عندئذ كلف الرسول عثمان بن عفان ليقول لقريش (إن محمدا لم يأت لقتال أحد إنما جاء ومن معه زوارا لهذا البيت معظمين لحرمته ومعهم الهدي ينحرون وينصرفون) راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 600 ومن المؤكد أن عثمان قد بلغ ما أرسل به تماما.
المبايعة ودورها بتسريع المفاوضات أشيع بأن عثمان قد قتل، وانتشرت الإشاعة في أوساط المسلمين عندئذ قال النبي لأصحابه أن الله أمرني بالبيعة، فبايعه من معه من المسلمين، وانتشر نبأ البيعة، وسمعت به بطون قريش، وأدركت أن محمدا جاد، وأنه سيقاتل، إن لم يأذنوا له بدخول المسجد الحرام