قبل أن ينصرف أبو سفيان من أحد نادى المسلمين وزهو النصر يملأ إهابه (موعد بيننا وبينكم بدر الصفراء، رأس الحول، نلتقي فيه فنقتتل) فأمر الرسول من يقول لأبي سفيان (هو عهد بيننا وبينكم إن شاء الله وبدر الصفراء كانت مجمعا وسوقا سنويا للعرب تجتمع وتتبادل السلع من 1 - 8 ذي القعدة ثم يعودون إلى بلادهم) ولما عادت بطون قريش إلى مكة عممت موعد اللقاء، وأخذت تستعدي على النبي، وتجمع الأموال استعدادا للخروج، وفرضت ضريبة على سكان مكة ولأول مرة في تاريخها ولم يترك أحد إلا وينبغي أن يدفع مالا لا يقل عن (أوقية) مساهمة بالمجهود الحربي، فجمعوا الأموال العظيمة ورصدوها لحرب محمد وآله ومن والاهم.
ومع اقتراب الموعد كره أبو سفيان قائد تحالف البطون هذا الخروج، وندم على قوله وتحديده الموعد، وتعرض لملامة الكثير من قومه، وتمنى عدم خروج الرسول للموعد، لأن العام جدب، (والأرض مثل ظهر الترس ليس فيها لبعير شئ،. ولكن البطون كرهت أن يخرج محد ولا يخرجون فيجترئ عليها، فأحبت أن يكون الخلف من قبله. وفي غمرة حيرتها قدم نعيم بن مسعود الأشجعي مكة، فاتفقوا معه على أن يعطوه عشرين ناقة مقابل أن يخذل أصحاب محمد، ورجع الرجل وأخذ يشيع بأن أبا سفيان قد جمع الجموع وأجلب العرب، وجاء محمد وأصحابه بما لا قبل لهم به وأشار على أهل المدينة أن يبقوا في المدينة ولا يخرجوا، لأنهم إن خرجوا فلن يفلت منهم أحد هذه المرة، ونجح الرجل بغرس كراهية الخروج في قلوب الكثير من أصحاب محمد، وفرح المنافقون واليهود، وتصوروا أن محمدا لن يفلت من هذه الجموع التي يصفها نعيم بن مسعود.
ونجح نعيم بتثبيط بعض الصحابة، وإلقاء الرعب في قلوبهم قال عثمان بن عفان رضي الله عنه يصف حالته وأمثاله ممن أصغوا لنعيم (لقد رأينا وقد قذف الرعب في قلوبنا فما أرى أحدا له