المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٤٦
قاتل مع معاوية في ما بعد في معركة صفين راجع المغازي للواقدي ج 3 ص 443 وفي ما بعد تم الاتفاق مع بني قريضة التي كانت تقيم في المدينة ينضموا إلى هذا التحالف وعددهم 750 مقاتلا، ومهمتهم أن ينقضوا على المسلمين من الداخل ويطعنوهم من الخلف أكبر وأغرب التجمعات في التاريخ وهكذا جمعت بطون قريش عشرة آلاف وسبعمائة وخمسين مقاتلا وقبل هذا المجتمع لم تشهد الجزيرة العربية في تاريخها الطويل تجمعا بحجمه قط، والهدف المشترك لكل الأحزاب المكونة لهذا التجمع هو عداوة محمد، والعمل على القضاء عليه واستئصاله من الوجود مع من والاه، ومن البديهي أن أول أوليائه وحماته هم آله الكرام. راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 456 وهذا التجمع من أغرب التجمعات التي عرفها التاريخ أيضا فقبائل العرب كانت تعبد أصناما متعددة، وتدين بالولاء لشيوخها الذين لم يجتمعوا طوال التاريخ حتى يوم غزى إبرهة الحبشي الكعبة وهي أقدس مقدساتهم ولكنهم اجتمعوا هذه المرة على عداوة محمد وآله والعمل على استئصالهم، إذا لم يكن غريبا اجتماع العرب مع بعضها. فإن الغريب حقا أن تجتمع العرب مع اليهود وأن يشكل الجميع حبيشا واحدا له قيادة واحدة!!!
لست أدري ماذا بقي من صلة الرحم التي كانت تتشدق بها زعامة بطون قريش عامة وأبو سفيان وأولاده خاصة عندما يتعاونوا مع اليهود على ابن عمهم وصهرهم محمد!!! فأبو سفيان وبنوه وبنو عمومته يتلقون مع النبي في عبد مناف (صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، ومحمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف) إن هذا الأمر عجاب!!! راجع الطبقات لابن سعد ج 1 ص 75 وتاريخ الطبري ج 2 ص 180 والسيرة الحلبية ح ص 5 وكتابنا النظام السياسي في الإسلام ص 93
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»