من المؤكد أن بطون قريش قد انتصرت في معركة أحد، وثأرت لقتلاها في بدر، وكبدت المسلمين 70 أو 74 قتيلا أحدهم حمزة عم النبي وجناحه القوي ويده المقتدرة، وكادت أن تقتل النبي نفسه لولا رحمة الله، ومن المؤكد أن البطون قد انسحبت من المعركة انسحاب المنتصر، وكان الجيش الإسلامي ساعتها مضعضعا، ولا يقلل من حقيقة انتصار البطون في أحد فقدانها 257 قتيلا من رجالها.
ولكن المؤكد أيضا أن المسلمين لم ينهزموا في أحد من قلة، فقد انتصروا في بدر وهم أذلة، إنما يكمن سبب هزيمتهم في مخالفتهم لرسول الله، فقد طلب منهم أن يبقوا في المدينة فأبوا إلا الخروج. وخرج ورتب أمور المعركة ترتيبا محكما وأمر الرماة أن لا يبرحوا مكانهم مهما كانت الأسباب وخالفته أكثرية الرماة، وعصت أمره وتركوا مواقفهم ليشاركوا في النهب فجاء خالد بن الوليد ومن معه من فرسان قريش فانقضوا على المسلمين من الخلف في غياب الرماة وقلبوا موازين المعركة وطوال التاريخ الإسلامي كان مكمن كل النكبات والكوارث التي لحقت بالأمة الإسلامية في مخالفة الرسول واعتماد الرأي بدلا من النص.
راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 199 - 319