المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٤٤
أقل ما ترضى به بطون قريش أساسا للتحالف قريش لن ترجع عن عداوتها لمحمد ولآل محمد، وأقل ما ترضى به بطون قريش هو القضاء التام على محمد، وآل محمد، واستئصالهم من الوجود تماما، فمن يوالي محمدا وآل محمد، هو عدو البطون، حتى وإن كان من البطون نفسها، ومن يعادي محمدا وآل محمد هو حبيب البطون، حتى وإن كان يهوديا. قال أبو سفيان مخاطبا وفد يهود بني النضير (إن أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة محمد) راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 442، وعداوة محمد ليس لها حد زمني، ولقد تعاهد أبو سفيان ومعه أبناؤه مع وجهاء بني النضير اليهود داخل الكعبة (أن تكون الكلمة واحدة على محمد ما بقي من بطون قريش ومن اليهود رجل واحد) راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 442 فعداوة محمد والمضي قدما بعداوته أقل ما ترضى به بطون قريش ليكون أساسا للتحالف بينها وبين غيرها من الأحزاب.
كيف تنشأ تحالف الأحزاب؟
كانت بنو النضير إحدى الجماعات التي يتكون منها مجتمع المدينة وما حولها وهي ترتبط مع النبي بعهود ومواثيق، فقام النبي بزيارتهم يوما من الأيام فرحبوا به وأصروا أن يأكل عندهم، وبنفس الوقت تآمروا على قتله، وعلم الرسول بالمؤامرة وعاد دون أن يشعروا، ثم أرسل إليهم إنذارا بأن يجلو من المدينة، فرفضوا وحاصرهم النبي، ثم استسلموا على أن يجلوا من المدينة ولهم ما حملت الإبل إلا الحلقة، فذهبت أكثريتهم إلى منطقة خيبر. ولما استقر المقام شكلوا وفدا من مشيخة يهود بني النضير برئاسة حيي بن أخطب للتفاهم والتنسيق
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»