المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٤٣
تحالف الأحزاب وإجماعها على حرب النبي 1 - أساس تحالف الأحزاب إن انتصار بطون قريش في معركة أحد، وثأرها لقتلاها، لم يغير أبدا من مخططها الرامي إلى القضاء على محمد، وإلغاء النبوة الهاشمية والحيلولة دون ظهور التميز الهاشمي. فيوم أحد بيوم بدر، لقد بقيت حزازات النفوس كما هي. كانت بطون قريش تحسد محمدا وآل محمد وتكره تميزهم بفضل النبوة الذي لا يمكن الإتيان بمثله، وهذا الحسد هو الذي وحد بطون قريش ضد محمد وآله، وكان هو الدافع الأول بكل عمليات البطون الآثمة ضد محمد وآله، وبعد أن نجا محمد من مؤامرة قتله ومن مطاردة البطون له، زاد في حقد البطون عليه وتعمق الحسد في نفوس قادة البطون يوم نجح النبي بتأسيس كيان سياسي له في يثرب وما حولها، وعندما تمكن النبي من السيطرة على طرق تجارة البطون إلى بلاد الشام، فقدت رشدها، وعمت الكراهية نفوس قادتها وأفرادها، وبعد وقوع الصدامات المسلحة، وسقوط القتلى في بدر جمعت البطون مع الحسد لمحمد وآله الكراهية والحقد على محمد وآله، إن الثأر للقتلى لا يعيدهم، ولكنه يعزي النفس الموتورة إلى حين ولن تهدأ حتى يفنى القاتل وتفنى ذريته، وينقطع ذكره من الوجود تلك هي طبيعة النفس الموتورة الحاقدة، فكيف عندما يتأسس الحقد على حسد، ويجتمع الحسد مع الحقد!! تلك هي طبيعة مشاعر بطون قريش ضد محمد وآل محمد، وجماع هذه المشاعر ومهيجها هو البطن الأموي، وبالتحديد أبو سفيان وأولاده وعلى الأخص ابنه معاوية، وزوجته هند وبني عمومتهم فالطريقة التي قتل فيها حمزة وأسلوب هند بالتمثيل به ترسم بأدق صورة وأوضحها المشاعر المخيفة التي يحملها أهل هذا البطن لمحمد وآل ومحمد ويلي هذا البطن بنو مخزوم عامة، وبنو المغيرة خاصة، ثم تتساوى البطون دون ذلك بهذا الخليط من المشاعر
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»