إلى زعامة البطون مفادها، أن تجارة بطون قريش لن تمر إلى بلاد الشام إلا بموافقة محمد لن تدرك إلا بالمفاوضات، وغاية ما يطلبه محمد من هذه المفاوضات هو أن تخلي البطون بينه وبين العرب، وأن تتوقف عن استغلال نفوذها ضده، وفهمت بطون قريش مضمون الرسالة، فكلمات عتبة بن ربيعة ما زالت في أذهان البطون (خلوا بينه وبين العرب فإن أصابوه فذلك الذي أردتم، وإن كان غير ذلك ألفاكم) لكن أنى لبطون قريش أن تدرك الرشد بعد أن جمعت بين الحسد والحقد، لقد تيقنت زعامة البطون أنها قد خسرت رحلة الصيف إلى حين، وقررت أن تستبعد فكرة المفاوضات مع محمد، وأن تعتمد كليا على القوة للثأر من محمد وآله ومن والوهم، والقضاء التام عليهم.
راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 197 - 198 الاستعدادات الهائلة للثأر والقضاء على محمد.
رجعت البطون من بدر مهزومة وموتورة، ووجدت العير التي عاد بها أبو سفيان من الشام موقوفة في دار الندوة لم توزع لغيبة البطون في بدر، هرعت زعامة البطون إلى أبي سفيان واجتمعوا في دار الندوة وتداولوا الأمور وما جرى في بدر، والسبل التي سيسلكونها للثأر من محمد والقضاء عليه واتفقوا على النقاط التالية 1 - تعيين أبي سفيان قائد عاما لجيش البطون 2 - تخصيص كامل العير التي نجت لتجهيز هذا الجيش 3 - تشكيل أربعة وفود لتسير في العرب طالبين النصر منهم وفد برئاسة عمرو بن العاص ووفد برئاسة هبيرة بن أبي وهب ووفد برئاسة ابن الزبعرى، والوفد الرابع برئاسة أبي