ردود الفعل على معركة بدر كانت النتائج المذهلة وغير المتوقعة لمعركة بدر صدمة هائلة، لبطون قريش، وليهود المدينة، وللمنافقين ، وهزة عنيفة لقناعات القبائل العربية التي كانت تتربص لمعرفة نتيجة المواجهة بين محمد وبين بطون قريش لقد ذهلت قبائل اليهود بنتائج المعركة، وحسدت محمدا والمسلمين هذا النصر الباهر، وذهل منافقوا المدينة، وحقدوا على محمد وأصحابه لأنهم انتصروا، وحزن اليهود والمنافقون لأن البطون قد هزمت، لا حبا بالبطون ولكن كراهية لمحمد ولآل محمد ولمن اتبعهم.
أما بطون قريش فكلها ثائرة، وموتورة، ومنكوبة وحاقدة إلا بني عدي - لم يكونوا مع العير ولا مع النفير - كما وصفهم أبو سفيان، وبني زهرة الذين لم يشتركوا في القتال، ومع هذا تأثر هذان البطنان بما أصاب بطون قريش، وانغما في ما بعد إلى قافلة البطون المطالبة بالثأر والقضاء على محمد، وقد صححت بطون قريش على الانتقام من محمد وآله وأصحابه، والثأر منهم، والقضاء عليهم إن استطاعوا. ولا نبالغ إذا قلنا إن ما حدث طوال التاريخ السياسي الإسلامي وثيق الصلة بمعركة بدر ونتائجها وآثارها.
محاولة للانتقام العاجل كان البيت الأموي عامة وأبو سفيان وأولاده خاصة من أعمق بطون قريش ثورة، وأكثرها إحساسا بالنكبة والفجيعة، فقد قتل منهم في بدر إحدى عشر سيدا من سادات الوادي على حد تعبير أبي سفيان منهم حنظلة ابن أبي سفيان وبكرة، أما زوجته هند، فإن حقدها