أن تأكل كبده، هذه طبيعة حقد ذوي المقتولين على محمد وعلى آل محمد، ولا تهدأ الجراح بموت النبي ولا بقتل حمزة ولا بموت علي، ولا تزول الغصات من الحلوق، إنها جراح دائمة، وغصات معترضة في الحلوق يورثها الآباء للأبناء والأجداد للأحفاد!!
ويهيجها أصحاب الإرب، فبعد عشرين سنة من وقعة بدر يقول عمر بن الخطاب لابن أحد قتلى بدر (سعيد بن العاص بن سعيد) الذي قتله علي (إني لأراك معرضا تظن أني قتلت أباك، والله ما قتلته...) راجع مجلد 1 ص 92 من المغازي للواقدي فعمر بن الخطاب يظن أن سبب إعراض سعيد هو ظنه بأن عمر قتل أباه في بدر لذلك هو يذكر ابن المقتول بطريقة ذكية أنه لم يقتل أباه إنما الذي قتل أباه علي هو علي، وهذا التعريض لا يصدر عن رجل من عامة الناس إنما يصدر عن خليفة المسلمين بعد قرابة عشرين على وقعة بدر!!
وعندما جئ برأس الحسين ورؤوس الطيبين من أهل بيت محمد بعد مذبحة كربلاء ووضعت الرؤوس بين يدي يزيد بن معاوية تمثل بقول ابن الزبعرى قد قتلنا القوم من ساداتهم * وعدلنا ميل بدر فاعتدل لست من خندق إن لم أنتقم * من بني أحد ما كان فصل راجع معالم المدرستين للعلامة مرتضى العسكري نقلها عن فتوح بن أعثم ج 5 ص 241 ومقتل الخوارزمي الحنفي ج 2 ص 58 فبعد 58 عاما يعرب حفيد أبي سفيان وهند وابن معاوية عن حقيقة مشاعره، لم تغيره الخلافة، ولم يغيره إسلامه، ولم تهن مشاعره الحاقدة مع طول الأمد، إنما عبر عن حقيقة مشاعره