المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢١٤
فلا ألفين أحدا منكم قتل أحدا منهم، ولكن خذوهم أخذا، نفرقهم بالذي صنعوا لمفارقتهم دينكم، ورغبتهم عما كان يعبد آباؤهم) راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 74، وصرحت زعامة البطون بأن من أسباب خروجهم أن تسمع العرب بهذا الخروج، ويشربون الخمر في بدر، وتعزف لهم القيان وإلى هذا أشار الله سبحانه وتعالى قوله (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس...) سورة الأنفال آية 17 وهكذا زحفت بطون قريش لتحقيق هذه الأهداف، وألقت عصاها في منطقة بدر، لترد عمليا على الإشارات المتلاحقة من محمد لمفاوضتها.
محمد وأصحابه بالانتظار لقد نجت القافلة، وسمع النبي وأصحابه بخروج قريش بخيلها ورجلها، وتصميمها على الوصول إلى بدر، فاتخذ النبي بمشورة أصحابه أفضل المواقع وسيطر على الماء وعبأ أصحابه وكانت راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، راجع تاريخ الطبري ج 2 ص 272 وتترس بعضهم عن بعض بصفوف متقاربة، وأعطى الرسول أمرا لأصحابه أن لا يسلوا السيوف حتى يغشاهم المشركون، وأن لا يقاتلوا حتى يأمرهم الرسول بالقتال، وبين لهم أن رجالا من بني هاشم قد أخرجوا كرها، وقال لهم (فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله) راجع تاريخ الطبري ج 2 ص 282، وكانت زعامة البطون على علم بحقيقة مشاعر الهاشميين في مكة عندما أكرهتهم على الخروج انظر إلى قولها (والله لقد عرفنا يا بني هاشم وإن خرجتم معنا أن هواكم مع محمد تاريخ الطبري مجلد 1 ج 2 ص 276 الدعاء قبل نشوب القتال وقفت بطون قريش بخيلها ورجلها مصطفة للقتال وبرز أمام الصفوف قائدها أبو جهل، وبخشوع مصطنع، وبوقار كاذب رفع يديه إلى السماء
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»