الحسد لمحمد وآله والحقد الأسود عليهم 1 - الحسد وحده سابقا كانت بطون قريش تحسد محمدا وبني هاشم، وتكره أن يتميزوا عنها بميزة لا تستطيع الإتيان بمثلها، وصار الحسد وكراهية التميز الهاشمي المعجز هما القاسم المشترك الذي وحد بطون قريش ضد محمد وضد آله، ضد النبوة وضد الدين الإسلامي،.
راجعهم رسول الله ثلاث عشرة سنة - المدة التي قضاها في مكة - ليغيروا مواقفهم وليتركوا حسدهم فأبوا، وقرر الرسول أن يتركهم وأن يهاجر من مكة بعد أن يئس منهم، ولما علمت البطون بقرار الهجرة خططت لقتله وشرعت بهذا القتل فعلا، ولكن النبي نجى بسبب لا يد للبطون به، فطاردته خيل البطون ورجلها، ثم نجا النبي من المطاردة. وبنى كيانه السياسي في المدينة وما حولها، وقدر أن أخوه يوسف حسدوه، وعندما فاز يوسف قال الحاسدون يا أبانا استغفر لنا ونسي يوسف ونسي أبوه والتأم شمل العائلة من جديد.
2 - وانضم الحقد إلى الحسد تغيرت الوقائع، ولم يعد بوسع أحد أن ينكر التطورات التي أسفرت عن ميلاد كيان محمد السياسي الجديد، وأرسل النبي الإشارة تلو الإشارة إلى بطون قريش لتخلي بينه وبين العرب، فتماهلت البطون إشارات النبي وردت عليه بأن خرجت بخيلها ورجلها، وصممت أن تأخذه هذه المرة أخذا، وأن تقيده وأصحابه بالحبال كما قال أبو جهل، وتواجهت الفئتان والنبي مؤمن بالسلام، وشهرت بطون قريش سيوفها، وأمر النبي أصحابه