المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢١٦
أن يخرجوا للمبارزة، وقتل المشركون الثلاثة، وقطعت ساق عبيد الله وحمل لرسول الله. فقال عبيد الله يا رسول الله ألست شهيدا؟ قال بلى، قال أما والله لو كان أبو طالب حيا لعلم أني أحق بما قال حين قال كذبتم وبيت الله نخلي محمدا * ولما نطاعن دونه ونناظل ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 68 - 70 صعقت بطون قريش بهذه النتيجة، واهتزت، وأدرك أبو جهل ذلك فخاطب جيشه قائلا (ألا لا يهولنكم مقتل عتبة وشيبة والوليد فإنهم عجلوا وبطروا حين قاتلوا وأيم الله لا نرجع اليوم حتى نقرن محمدا وأصحابه في الحبال، فلا ألفين أحدا منكم قتل منكم أحدا ولكن خذوهم أخذا، نعرفهم بالذي صنعوا لمفارقتهم دينكم ورغبتهم عما كان يعبد آباؤهم، راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 72 وشهر سيفه وشهر المشركون سيوفهم ثم هجموا، والتحمت الفئتان التحاما رهيبا، قتلة مؤمنة، قليلة العدة والعدد، وكثرة مشركة كثيرة العدة والعدد النجم المتألق حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، لا يخفى على أحد، لكن الرجل الذي قاتل بقدرة وكفاءة تفوق الوصف والتصور هو علي بن أبي طالب، حتى لفت أنظار أهل الأرض وأهل السماء، فنادى ملك من السماء (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي) راجع الرياض النضرة للطبري ج 2 ص 272 والمرقاة لعلي بن سلطان ج 5 ص 567 وكنز العمال للمتقي الهندي ج 3 ص 154،. وراجع تاريخ الطبري ج 2 ص 197 تجد بعض فنون حملاته الباهرة، لقد تألق نجم ولي عهد النبي في بدر، وأدرك الكثير بأن الله أعلم أين يضع رسالته، لقد أثخن الإمام علي..، وقتل هو وحمزة نصف ما قتل من المشركين، وصارت بطولة الإمام في ما بعد مسبة له، ووسيلة للتحريض عليه، ومبررا لإبعاده عن حقه بالإمامة من بعد
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»