خوفا من آثاره، لكن البطون ركبت رأسها، وفرضت عليه هذا الصدام المسلح فرضا. فرتب أصحابه وكانوا يتألفون من 1 - المهاجرين وهم الذين أسلموا من بطون قريش ومواليها 2 - الأنصار وهم الذين خرجوا معه من الأوس والخزرج ومواليهما 3 - آل محمد وأبرزهم الحمزة وعلي وهم مع النبي بمثابة هيئة أركان وفي الجانب الآخر وقفت بطون قريش بكل خيلائها وفخرها معلنة بأن هدفها هو القضاء على محمد ورب من ينجو من أتباعه بالحبالة وسوقهم إلى مكة نكالا لهم ولغيرهم.
وبدأت المعركة، واحتدم القتال، وفوجئت بطون قريش بعمود المسلمين، وبالعزم المميز لمحمد ولآل محمد، وانتهت المعركة بهزيمة البطون، وبقتل 70 رجلا من خيرة رجالات البطون وبأسر مثلهم، أذهلت هذه النتيجة كل الذين سمعوا بأنباء هذه المعركة، لقد كانت خروجا واضحا عن كل أطوار التوقعات المعتادة.
والذين قتلوا من بطون قريش تركوا فراغا هائلا، وصاروا جراحا نازفة في قلوب ذويهم من بطون قريش التي بقيت على الشرك وتحول القتلى إلى غصات في حلوق أقاربهم من الذين اتبعوا محمدا فحذيفة أو أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة كان من أصحاب محمد وأبوه وأخوه وعمومته كانوا من أركان البطون، وقد شاهد بأم عينيه أباه، وأخاه، وعمه، وسادات بني أمية يتجرعون كؤوس الموت أمامه،. صحيح أنه على دين محمد، لكن من غير الممكن عقلا أن لا يكون موتهم غصة في حلقه، قد يفارق الحياة قبل أن تفارقه تلك الغصة، وبحركة عضوية، وبتصرف لا شعوري يعبر عن حقيقة مشاعره فيقول للنبي الذي طلب من أصحابه أن لا يتعرضوا لأحد من بني هاشم لأنهم أكرهوا على الخروج (أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشيرتنا ونترك العباس عم النبي، والله