من بلاد الشام، والتي أسفرت عن معركة بدر وهي أول مواجهة مسلحة بين النبي وبين زعامة البطون. راجع الطبقات لابن سعد ج 2 ص 8 و 9 و 60 و 11 و 27 و 36 و 49، وراجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام ص 232 كانت زعامة البطون تسمع عن خروج كل سرية، وتعرف الغاية من خروجها وقد تيقنت أن طريق تجارتها تحت رحمة محمد، ولكنها مضت بتجاهلها للرسول وتجاهلها للواقع، متغطرسة، تأبى مفاوضته أو التحدث معه بأي شكل من الأشكال الرد بالقوة على إشارات النبي الودية ودعوته للتفاوض في المرة الثامنة خرج النبي لاعتراض العير القادمة من الشام، وعلم أبو سفيان بخروج النبي، فغير خطر سيره، وأرسل إلى بطون قريش يستنفرها لحماية عيرها وأموالها، فقررت بطون قريش أن تخرج كلها هذه المرة، وأن تشترك بالنفقات، فما تخلف أحد من قريش إلا بعث مكانه بعيثا، راجع ج 1 ص 33 من المغازي للواقدي وتولى حنظلة بن أبي سفيان وعمرو بن أبي سفيان مهمة تحريض قريش على الخزرج، مع أن مال العير لأبي سفيان راجع ج 1 ص 32 من المغازي. وفي غياب أبي سفيان قاد أبو جهل جيش البطون وجهزت قريش 950 مقاتلا، ومائة فارس، وسبعمائة بعير وألبست كل فارس درعا راجع ج 1 ص 39 من المغازي للواقدي واستعدت لزحفها الآثم على رسول الله لغاية معلنة وهي حماية الأموال والعير محاولات للحيلولة دون الزحف الآثم رأت عاتكة بنت عبد المطلب رؤيا مفادها أن راكبا أقبل على بعير حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته يآل غدر انفروا إلى مصارعكم ثلاثا، ثم دخل الكعبة وعلاها وكرر صرخته ثلاثا، وصعد إلى أبي قيس وكررها ثلاثا، ثم أخذ صخرة فرماها وهوت فما بقي بيت من بيوت مكة، ولا دارا من دورها إلا دخلته منها فلذة إلا بني هاشم وبني زهرة إذ لم يدخل بيوتهم
(٢١٢)