أن لا يشهروا سيوفهم وأن يتركوها في أغمادها حتى تغشاهم البطون راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 67 - 68، وصعدت البطون الموقف وخرج فرسانها للمبارزة، ونادى مناديهم وكرر النداء، فكان النبي مضطرا أن يكلف عمه الحمزة، وابن عمه وولي عهده علي، وقريبه عبيدة، وقتل فرسان البطون الثلاثة وقتل عبيدة، وسال الدم عنفا عنه، وبغير إراداته، وفي كل خطوة، كانت البطون تقيم بنفسها الحجة على نفسها، وتفتح أبواب العدوان والدم بعنف. وهجمت البطون على محمد وأصحابه، وأدار النبي كفة المعركة باقتدار بالغ وقاتل آل محمد قتالا مميزا شهد به أهل الأرض والسماء فما من بطن من بطون قريش إلا وفجعوه بقتلى وبأسرى وانتهت المعركة بهزيمة البطون الساحقة، وانتهائها حملت نفوس البطون بأسوء جنين عرفته الخليقة وهو الحقد، فامتلأت نفوس البطون بالحقد الأسود على محمد وعلى آل محمد، وظل هذا الحقد في نفوسها، ولم يفارقها لحظة قط وهكذا جمعت بطون قريش مع الحسد لمحمد ولآله، الحقد الأسود على محمد وآله، وأنى لأي دين أن يقتلع هذا الثنائي القذر من النفس البشرية!! كيف يمكن لأبي سفيان أن يحب عليا وقد قتل ابنه وعمه!! كيف يمكن لمعاوية أن يحب عليا وقد قتل شقيقه وجده وخاله وابن خاله وعمومته!!، كيف يمكن لخالد بن الوليد وعثمان بن عفان، والوليد بن عقبة بن معيط، أن يحبوا الحمزة وعلي وسيوفهما تقطر بدم الآباء والأعمام والأخوال!! يسهل التصور أن يحبوا النبي، ويصعب التصور أن يحبوا آله!! لقد لاحقهم الوتر، وأورثوه لذرياتهم، وكتب على أهل بيت محمد طوال التاريخ أن يدفعوا ضريبة عالية لانتمائهم الصادق لمحمد ولدين محمد سيقول بعضهم (الإسلام يجب ما قبله) أنهم يحملون النص غير معناه، إن النفس البشرية ليست زرا كهربائيا، تطفئ وتضئ بحركة وإنها عالم من الانفعالات
(٢١٩)