المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٠٣
من الكيانات السياسية المنتشرة في الجزيرة، وتضمن الدستور موادا تنص بوضوح بأن زعامة بطون قريش هي عدوة الجميع ولا يجوز لأي فرد أو جماعة من جماعات شعب المدينة وما حولها أن تعقد صلحا منفردا معها، أو أن تتحالف مع أي بطن من البطون المنتمية لزعامة بطون قريش، واشتملت الصحيفة مواد تتيح للجماعات حرية الحركة في عمومها والرجوع للنبي عند الاختلاف، وتضمنت مبادئ تبرز أهمية قيم معينة.... ومع علم النبي بخطورة ظاهرة النفاق، وبكثرة المنافقين، إلا أنه لم يشر لهذه الظاهرة، ولا لأتباعها، ولم يعترف بوجودها، إنما تعمد تجاهلها وإغفالها تماما، طمعا بالإصلاح أو الاستطلاع وتعبيرا عن حسن نية السلطة الجديدة نحو شعبها وتفهما منها لنوازع النفس البشرية.
نماذج من مواد هذا الدستور المادة الأولى (هذا الكتاب من محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومع تبعهم فلحق معهم وجاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس) فهذه المادة أعلنت عن ميلاد أمة جديدة تتكون من المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب وممن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم وإن الذي أعلن عن ميلاد هذه الأمة الجديدة هو محمد النبي رسول الله. وهذه الأمة الجديدة تشمل جميع السكان الذين والوا النبي أو تظاهروا بالموالاة والذين اعتنقوا الدين أو تظاهروا باعتناقه والذين لم يعتنقوا الدين ولكنهم تظاهروا بقبولهم لقيادة النبي وهم اليهود، لاحظ المادة 25 والمواد 26 - 36 التي عالجت طبيعة انتماء اليهود للمجتمع الإسلامي بمعنى أن الدستور وجد ليحكم المسلمين وأهل الكتاب وليعيش الفريقان في ظله
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»