المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢١١
تلك البطون كما هو واضح من مواد الدستور النبوي الذي نوهنا عنه آنفا ومحمد كقائد وكرسول مهمته أن يرشد المواجهة بين الكيان السياسي الذي يرأسه وبين زعامة بطون قريش، بحيث تكون هذه المواجهة أو تلك بحدود الشرعية الإلهية بلا بغي ولا عدوان.
وبالفعل فما إن رتب النبي الأوضاع الداخلية لكيانه السياسي حتى بدأ بإرسال الإشارات المتلاحقة إلى زعامة بطون قريش لإشعارها، أن الأمور قد تغيرت، وأن طريق تجارتها إلى بلاد الشام أصبحت تحت رحمته، فإن شاء تركها تمر آمنة، وإن شاء منعها، ومن الخير لها أن تفاوضه، فهو لا يطمع بالكثير، وغاية ما يتمناه بهذه المرحلة هو أن تخلي بطون قريش بينه وبين العرب، وأن تتوقف عن استغلال البيت الحرام لبث أكاذيبها ودعاياته الظالمة ضده وضد دينه.
سبع إشارات خلال إحدى عشر شهرا في الشهر السابع من الهجرة أرسل الرسول سرية عسكرية برئاسة عمه حمزة بن عبد المطلب لاعتراض عير قريش، وفي الشهر الثامن أرسل سرية أخرى برئاسة ابن عمه عبيدة بن الحارث راجع ج 1 ص 9 و 10 من المغازي للواقدي، وفي الشهر التاسع أرسل سرية برئاسة سعد بن أبي وقاص وفي الشهر الحادي عشر قاد بنفسه سرية لاعتراض عير قريش وأثناء عودته وادع بني ضمرة راجع ج 1 ص 11 و 12 من المغازي للواقدي وفي الشهر الثالث عشر تمت غزوة براط لذات الغاية، وفي الشهر السادس عشر تمت غزوة ذي العشيرة لذات الهدف راجع ج 1 ص 12 و 13 و 14 من المغازي للواقدي، وفي الشهر السابع عشر تمت غزوة نخلة لذات الغاية حيث قتل عمرو الحضرمي، وأسر صاحباه راجع ج 1 ص 13 و 14 من المغازي للواقدي، وأخيرا تم تجهيز قوة للاستيلاء على القافلة التي عادت
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»