المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٩١
وخلق آلية الاستقطاب، والعدالة بتوزيع الأدوار واكتشفت أن معارضة النبي أو معارضة دينه مجابهة هي بمثابة انتحار سياسي يجر على صاحبه سخط العامة، والعزل التام عن أي دور في القيادة أو التوجيه ويخرجه من دائرة الضوء. وتفتقت ذهنيتهم المريضة عن مبدأ خطير قدروا أنه الوحيد وهو مبدأ (الإسلام التام في الظاهر والكفر التام في الباطن) فالمنافق ينطق بالشهادتين، ويعلن بلسانه أن القرآن كلام الله، ويسبح، ويصلي، ويصوم ويزكي، وينفق ويتصدق، ويعتمر ويحج، ويخرج للجهاد مع الرسول، أو أو يعتذر عن الخروج، ويبالغ بالاعتذار إذا تخلف حتى يقبل الرسول عذره، فمن حيث الظاهر هو مسلم من جميع الوجوه لكنه في قرار نفسه كافر بكل ما جاء به محمد، يكره النبي، ويكره قيادته للمجتمع، يحقد على النبي وعلى أهل بيته، وعلى من يحبهم ويواليهم، ويحب الذين عادوا النبي وأهل بيته فيتخذه وليجة له ووليا، يتربص الفرص لنقض كلمة الإسلام من أصولها.
لقد ترسخت فكرة النفاق، وصارت مشكلة النفاق من أعظم المشكلات التي واجهت النبي ومن والاه، حيث عمت هذه الظاهرة، المدينة وما حولها، فعبد الله ابن أبي يسكن مع ابنه في بيت واحد، ومع هذا قالوا له زعيم المنافقين، والابن عبد صالح يوالي الله ورسوله، ولقد عبر القرآن عن ذلك خير تعبير قال تعالى (وممن حولكم من الأعراب منافقون، ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم....) 2. لقد تحول
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»