المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٨٩
بالديانة اليهودية، ونشعر جميعا بوطأة الغربة، إلا أن الرابطة العامة بين هذه القبائل تكاد أن تكون معدومة عمليا بسبب عمق التنافس المادي بين هذه القبائل، بدليل أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد هرسها فيما بعد قبيلة بعد قبيلة وهي تتفرج على بعضها دون أن تحرك ساكنا أو تحتج احتجاجا يذكر.
3 - المسلمون الأنصار وهم الذين أسلموا من بطون الأوس والخزرج أو تظاهروا بالإسلام، وقد عرفوا جميعا بالأنصار، وطبيعة العلاقة بين القبيلتين القائمة على التنافس الحاد والسعي الحثيث إلى السبق والفوز والتقدم عجلت بدخول منتسبي القبيلتين معا في دين الإسلام، حتى لا تسبق قبيلة قبيلة، أو تختص قبيلة بالفضل دون الأخرى، ففي فترة يسيرة دخل أفراد القبيلتين في الإسلام أو تظاهروا بالدخول فلم يعد بإمكان أي فرد من أفراد هاتين القبيلتين أن يعلن اعتناقه لغير دين الإسلام، وهكذا عم الإسلام اسميا المدينة وما حولها ولم يبق من هؤلاء السكان على دينه القديم غير اليهود، ومع هذا أسلمت مجموعة منهم، بمعنى أن سكان يثرب وما حولها دخلوا في الإسلام أو تظاهروا بدخوله طوعا وبدون إكراه. وكان للصادقين منهم دور بارز في نشر الإسلام في يثرب وفي تهيئة المجتمع اليثربي نفسيا لقبول قيادة النبي، وفي خلق حالة الانبهار
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»