المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٩٤
بمعاكسة التيار العام تقسيم الموقف والبروز العملي لأركان دولة المواجهة انتهت فترة مراسم الاستقبال، واستقر النبي في وطنه الجديد (المدينة المنورة وما حولها) وبرزت عمليا أركان دولة المواجهة، وتولى النبي زمام المبادرة لتوجيه هذا البروز، وقاد عمليا وبدون ضجة إعلامية بلورة أركان دولة المواجهة المستقبلية.
الركن الأول: السلطة أو القيادة السياسية والمرجعية محمد صلى الله عليه وآله بالضرورة هو أسس السلطة، وهو القائد وهو المرجع، فهو الرسول الذي اختاره الله تعالى لتبليغ رسالات ربه وعينه وليا وإماما وجعل طاعته والقبول بشرعية قيادته ومرجعيته جزءا لا يتجزأ من دين الإسلام، وبالتالي فهو المكلف ببيان القرآن وهو الأعلم، والأفهم، والأتقى، والأفضل بشهادة الله تعالى فمن الطبيعي جدا أن يكون هو القائد وهو الإمام، وهو المرجع.
وقد أحيط سكان يثرب علما بالخطوط العريضة للمواجهة التي جرت بين محمد وبين زعامة بطون قريش خلال مدة ال 13 عاما التي قضاها النبي في مكة قبل هجرته، وفهموا أن النبي قد أعلن عليا ابن أبي طالب وليا لعهده وإماما من بعده كما وثقنا. فالإمام أو رئيس السلطة معروف، ونائبه معروف ومن الطبيعي أن يتولى الإمام أو القائد توزيع الأدوار وأن يستعين بمن يراه مناسبا لتحقيق الغاية الشرعية من ظاهرة السلطة. وقد بينا أن كل سكان المدينة المنورة وما حولها قبلوا بقيادة محمد قلبيا أو تظاهروا بالقبول، ومحمد ليس مخولا
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»