الإعلان عن قيام الدولة الإسلامية بعد نجاة النبي من مؤامرة قتله التي خططت لها زعامة بطون قريش وإفلاته من مطاردة خيل البطون ورجلها له، تابع رحلته المباركة إلى يثرب، ووصلها ووجد سكان يثرب ومن حولها من الأعراب قد خرجوا عن بكرة أبيهم ليستقبلوه، وليظهروا أو يتظاهروا بأظهار فرحتهم بقدومه، بغض النظر عن حقيقة نواياهم، ودوافعهم لهذا الاستقبال والخروج، وبغض النظر عن اختلافهم الكبير بشأن النبي كما أسلفنا.
ومن المؤكد أن سكان يثرب ومن حولها، كانوا بواقع الحال أحد ثلاثة: - 1 - فأما مؤمن صادق يعتبر موالاة النبي وطاعته جزءا من دينه وهذا حال الذين امتحن الله قلوبهم للإيمان من المهاجرين والأنصار، كسعد بن عبادة، والمقداد وعمار بن ياسر 2 - وأما منافق يتظاهر بالإسلام وبموالاة النبي رغبة أو رهبة - ويبطن الكفر بالإسلام والحقد على النبي وآله وأوليائه، ويقيم أوثق العلاقات مع أعدائهم كحال عبد الله بن أبي وأصحاب مسجد الضرار، والذين تآمروا على قتل النبي (1) 3 - وأما من اليهود الذين بهروا بالسرعة التي التف بها السكان العرب حول محمد، والذين أدركوا أن محمدا صار سيد المدينة وما حولها، وأن لأتباعه الكلمة العليا، وأن مصالحهم ونفوذهم تحت رحمة الرجل وأتباعه، ومن الحكمة أن يتظاهروا بموالاة محمد إلى حين حرصا على مصالحهم وتجنبا للسباحة