الباب الثاني المواجهة بعد الهجرة الفصل الأول الوصول إلى يثرب نجا النبي من مؤامرة القتل التي خططت لها زعامة بطون قريش، ونجا أيضا من مطاردة خيل البطون ورجلها بعد فشل مؤامرة القتل، وتابع رحلته المباركة إلى يثرب، وسبقت وصوله إليها أنباء هجرته، ونجاته من القتل والمطاردة لقد سمع سكان يثرب ومن حولها الكثير الكثير عن رسول الله واختلفوا بشأنه اختلافا كبيرا حتى قبل أن يهاجروا إليهم، فمنهم من آمن به وأحبه حبا شديدا، وترقب بشوق بالغ قدومه واعتبر هذا القدوم فاتحة خير وبركة على الجميع.
ومنهم من فوجئ بدخول الإسلام إلى يثرب، ومن سرعة انتشاره، فكره النبي كرها شديدا دون أن يراه، وحكم عليه مزاجيا قبل أن يستمع إليه، وتمنى من كل قلبه أو أن بطون قريش قد تمكنت منه فقتلته شر قتلة، ووضعت له ولدينه حدا وبالتالي فقد كره قدومه، واعتبر هذا القدوم شرا مستطيرا.
وبالرغم من اختلاف يثرب ومن حولها بشأن النبي وبشأن دينه، إلا أن الجميع اعتبروه شخصا مميزا، وبطلا صمد أمام ضغوط بطون قريش ال 23 طوال 13 سنة، ونجا من محاولة قتله، ومن عملية مطاردة البطون له، ويبدو أن الذين بايعوه في العقبة الكبرى قد نجحوا نجاحا باهرا بالإعداد لقدومه، فتولدت حالة من الانبهار العام، جعلت الجميع يتلهفون على مشاهدة الرجل النبي، وأخفى الكارهون له ولدينه ولقدومه مشاعرهم بالكره، وأظهروا له غير ما أبطنوا، وأبدوا كياسة بالغة، وحسن ضيافة، بعد أن