تنافس صامت بين هذين البطون لا يقل حدة وأثرا عن التنافس الذي كان يجري بين القبيلتين الأم. كل هذا أوجد حالة من التآكل الداخلي في المجتمع اليثربي الذي تشكل القبيلتان أسسه وقوامه، وشعورا عميقا بالحاجة إلى حل يأتي من خارج يثرب وسعت كل قبيلة منهما لتتبنى هذا الحل، ولتكون لها اليد الطولى بإيجاده وهذا يفسر السرعة الهائلة التي انتشر بها الإسلام في يثرب ومن حولها. والخلاصة أن أهم القوى الفاعلة في يثرب يكمن في الأوس والخزرج.
2 - القبائل اليهودية ويسكن المدينة وما حولها مع الأوس والخزرج قبائل يهودية ارتبطت مع هاتين القبيلتين بأحلاف عشائرية، وتعاطت التجارة، واحتكرتها، وتمركزت لديها رؤوس الأموال، وتعاملت بالربا ومارست إذكاء نار الفتنة بين بطون هاتين القبيلتين، وكونت لنفسها نفوذا هائلا، ولكنها لم تفكر بالسيادة على يثرب لإحساسها العميق بأنها عنصر أجنبي لا يقبل؟ حكمه، ومن أهم القبائل اليهودية في يثرب بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة انعدام الحس العام على الرغم من أن الأوس والخزرج جميعا عرب، وخزارجه، أصلهم واحد إلا أن إحساسهم بهذا الرباط لا يكاد يذكر بسبب خراوة التآكل الداخلي وعنفس التنافس وأثرهما المدمر. كذلك ومع أن القبائل اليهودية كانت تدين