أن يكونوا شعب الدولة الجديدة، وقبلوا أو تظاهروا بالقبول بكافة ترتيبات هذه السلطة. بدون ضغط ولا إكراه. وهذا عين ما تمنته كل دولة متحضرة طوال التاريخ الركن الثالث المنظومة الحقوقية (القانون الناقد) المهاجرون والأنصار بالمفهوم الذي وضحناه آنفا، يؤمنون بأن الحل لما ينجم بينهم، وبينهم وبين غيرهم، يكمن في كتاب الله وسنة نبيهم، فكتاب الله وبيان النبي لهذا الكتاب هما بمثابة المنظومة الحقوقية أو القانون النافذ الذي ينظم العلاقة بين السلطة وبين الأمة، أو بين أفراد الأمة وجماعاتها، أو بين الكيان السياسي للأمة وغيره من الكيانات، ويرسم المسالك لبلوغ الغايات العامة والخاصة.
والمسلمون المنافقون يتظاهرون بذلك، وأصحاب المصالح يعلنون أنه لا مانع لديهم من ذلك، وأنهم يقبلون بكل الترتيبات التي يضعها محمد بمعنى أن كل أفراد الشعب قبلوا أو تظاهروا بقبول القيادة السياسية المتمثلة بمحمد، وبقبول القانون النافذ المتمثل بالقرآن الكريم، وبفهم النبي له، وبتوجيهات هذا النبي، والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من القانون ومن الإسلام معا. وهذا أقصى ما تطمع الدول بتحقيقه.
الركن الرابع وهو الوطن أو الإقليم المدينة المنورة وما حولها هي إقليم الدولة من حيث المبدأ، وهو