المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٢٣
الهاشميون النبوة لا يشاركهم فيها أحد من بطون قريش وأن تأخذ بقية بطون قريش الملك أو الخلافة لا يشاركهم فيها هاشمي قط) 69 واقتنع العامة إن هذا الترتيب هو الأولى بالإعمال.
وكضربة نهائية وفنية وللوقوف أمام حديث الثقلين الذي نقلته الأمة بالتواتر، ولا بقاء حالة المواجهة بين الأمة وبين أهل بيت النبوة وجد مصطلح العشرة المبشرين في الجنة) 70 ومصطلح النفر الذي مات رسول الله وهو عنهم راض) 71 ولما مات هؤلاء وجد مصطلح الصحابة العدول 72 والعدالة تشبه العصمة) 73 وأشاعوا إن كل من رأى النبي أو سمعه ونطق بالشهادتين فهو صحابي معصوم من سبه أو شتمه أو نقده فهو زنديق لا تجوز الصلاة عليه ولا يجوز دفنه في مقابر المسلمين) 74 وبعد موت الصحابة صار التابعون بمواجهة أهل البيت!! وبعد موت التابعين صار علماء المسلمين بمواجهة أهل البيت، وبهذه التدابير الذكية ألغوا عمليا مفاعيل حديث الثقلين، وصار وجود أهل البيت للتبرك إن لزموا الصمت وأعرضوا عن السياسية أما إن لوحوا بحقهم بقيادة الأمة، فهم باحثون عن الفتنة التي حرمها الله ودمهم حلال للحاكم الغالب.
وهكذا تم عمليا في هذه المرحلة وضع كافة الأسس التي نسفت النظام السياسي الإسلامي برمته، وتكون على أنقاضه نظام سياسي بديل مؤلف من اجتهادات المؤسسين وسوابقهم الدستورية والأعراف التي أوجدوها ومن تنظيرات شيعتهم التي جعلت الموالاة لهؤلاء المؤسسين الكرام جزءا لا يتجزء من الموالاة لله تعالى.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»