المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١١٢
ما يشاء، وبالتحالف مع من يشاء، ورفعت حصارها الأدبي عن العرب، وأعلنت ولأول مرة بان لقبائل العرب الحرية باختيار التحالف معها، أو مع خصمها محمد، وقد اعتبر صلح الحديبية هو الفتح الحقيقي المبين لمكة، وبداية لتحالف جبهة الشرك المكونة من بطون قريش ال 23 بقيادة البطن الأموي بالإضافة لما استأجرت تلك البطون من الأحابيش، وتم صلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة النبوية) 16 وخلال هذه المرحلة شهدت المواجهة الطويلة بين محمد وآله وبين بطون قريش حالة من الانفراج، وأقيمت الفرصة للنبي لإقامة تحالفات مع بعض القبائل وللدعوة السلمية المسلحة بالقوة والحجة الشرعية والعقل والمنطق، وحوافز المصلحة العاجلة والآجلة. كما أقيمت له الفرصة للقضاء نهائيا على الخطر اليهودي الذي لا يقل بشاعة عن خطر المشركين ففتح حصون خيبر) 17 وغنم ما فيها، وأصلح أمور مجتمعة بما غنم وسير بعض السرايا العسكرية إلى القبائل المعاندة والمترددة) 18 وأوجد حالة من التماس مع الغساسنة أتباع الأكاسرة) 19 ورتب الكثير من أموره الداخلية خلال فترة سريان معاهدة الحديبية المرحلة الثالثة بدأت من فتح مكة بعد نقض معاهدة الحديبية في السنة الثامنة للهجرة واستمرت حتى مرض الرسول مرضه الذي مات منه لم يرق طعم السلم لبطون قريش التي اتخذت من عداوة محمد وآله عقيدة تدين بها، واكتشفت تلك البطون أنها أوقعت نفسها بمطب قاتل، وعبدت الطريق أمام من تعتبره عدوها وتصورت أن الأمر لعبة، فنقضت تلك البطون معاهدة الحديبية) 20 عندئذ وجد النبي أن الفرصة مواتية والظروف مهيأة فعزم على
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»