ببعض الأسباب التي دفعته وحزبه لهذا التصرف الرهيب) 80 فليس في الدنيا أحد يجرؤ على مواجهة النبي بهذه الصورة المرعبة غير عمر، وهكذا انكشفت هيبة الشرعية، وهتك سترها في حضرة النبي نفسه، وانفتح أمام الطلقاء باب الجرأة على انتهاك الشرعية، وفك عراها عروة بعد عروة وبأعصاب هادئة.
وعمر نفسه الذي أنبأ الناس عما سمى فيما بعد باجتماع الأنصار في السقيفة) 81 وهو الذي قاد أبا بكر وأبا عبيدة بن الجراح إلى ذلك المكان واستطاع بعبقريته أن يحوله من مجرد تجمع عند مريض وهو سعد بن عبادة وعواده إلى اجتماع سياسي) 82 ثم حوله إلى هيئة عامة تبايع الخليفة) 83 وهو الذي حشر أعوانه ورتبهم وحولهم إلى جيش يزف الخليفة زفا ليواجه آل محمد بأمر واقع) 84 ورتب قسما من أعوانه ليستقبلوا الخليفة الجديد بالترحاب ويقبلوا على بيعته) 85 وهو الذي جمع بطون قريش حول هذا الهدف ونظر مبدأ النبوة لبني هاشم، والخلافة للبطون) 86 وهو الذي هدد الإمام علي بالقتل إن لم يبايع) 87 وجمع الحطب وأعوانه ليحرق بيت فاطمة على من فيه وفيه سيدة نساء العالمين وسيدا شباب أهل الجنة في الجنة الحسن والحسين) 88 وهو الذي كان وراء القرارات الاقتصادية التي اتخذتها السلطة لتركيع أهل بيت محمد) 89 وهو الذي عين أبا بكر أول خليفة، وليتحمل ظاهريا مسؤولية مواجهة أهل بيت النبوة ولو شاء عمر لكان هو الخليفة الأول) 89 / 1 وكان وراء وحدة بطون قريش حول النظام الجديد ووراء تعيين يزيد ابن أبي